تم النشر 19-02-2019
الشخصيات المالية الخمس. ما هي؟
نتعامل مع المال وننظر إليه بطرق مختلفة، وهذا الأمر طبيعي جدًّا. لكل منا فلسفته المالية الخاصة بشأن كيفية ادخاره المال أو إنفاقه. تشكّل آراؤنا المالية، كما أي صفة وراثية أخرى لدينا مثل لون شعرنا، أو أمراضنا الوراثية، أو غيرها، جزءًا من شخصيتنا.
يمكن رصد هذه الاختلافات بكل سهولة ضمن دائرة الأصدقاء المقرّبين وأفراد العائلة. من منا لا يعرف ذلك الشخص الذي يحاول دومًا دفع المال لقاء أحدث الصيحات دون سبب محدّد، فذلك هو مقتنص الفرص الشرائية المحترف. جميعنا لديه شخصية المفلس أو الذي يفضّل عدم إنفاق الكثير من المال في إطار علاقته مع شخص آخر. حتى لو أن معظم الناس لن يعترفوا بذلك، إلا أنهم بالكاد ما يستطيعون غالبّا تدّبر أمورهم ماليًا. من السهل جدّا حقًا تعداد الشخصيات المالية، فهي تحيط بنا ونحن إحداها.
باختصار، في حين هناك أشخاص يظهرون بمظهر جيّد بسترة ثمنها خمسة دولارات، فلن يعرف آخرون معنى الغبطة ما لم يحملوا في يدهم كيس تسوّق فاخر بداخله حذاء باهظ الثمن!
إنّ كل قرار نتخذه يعكس طريقة تعاطينا مع المال واستخدامنا له، وبالرغم من أن المال وسيلة وليس غاية، إلا أن تأثيره كبير على حياتنا اليومية، وأيضًا على طريقة تفاعلنا مع الآخرين حولنا. في هذا المقال، سنكتشف معًا خمس شخصيات بالاستناد إلى ميول وعادات مالية طبيعية. فأين أنت منها؟
خط أحمر!
(الموفر)
تتمتع هذه الشخصية بقوى خارقة في توفير المال. أصحاب هذه الشخصية هم نفسهم مقتنصو الفرص الشرائية المحترفون في مقارنة الأسعار والذين، في حال دفعت ثمن أي سلعة باهظًا، لن تسلم من كلامهم الذي سيذكّرك دومًا بهذا الفعل المشين الذي قمت به. هم من الأشخاص الذين يبحثون دومًا عن أساليب ذكية لخفض التكاليف.
لن يودّوا أبدًا أن يقال عنهم بخلاء، بل على العكس، هم يفتخرون بأنهم لا يواجهون أي نوع من المشاكل المالية. في المقابل، لا يتردد هؤلاء في السخاء بمالهم في الحالات الطارئة، أي عندما تطرأ مشكلة طبية خطيرة أو في حال فقدان وظيفتهم مثلًا.
يرى هؤلاء في ادّخار المال مصدر بهجة لا يُضاهى، ولسبب يصعب فهمه، يستمتعون أيضًا بمشاطرة الآخرين أفضل أساليبهم بهذا الخصوص وبمشاهدة بذور تعليمهم تؤتي ثمارها. في النهاية، هنالك ما يشاطرونه ولا يدّخرونه لأنفسهم!
ذهب كلّه مع الريح!
(المسرف)
هؤلاء هم من مقولة “أنفق ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب”. يحبون تبذير المال، وكلّما أنفقوا أكثر، شعروا بحال أفضل. يجدون في تحصيل المال متعة كبيرة، لكنهم يجدون متعة أكبر في إنفاقه. هذه الشخصيات الاندفاعية تهوى عيش اللحظة، ولا تفكر كثيرًا في وضعها المالي، الأمر الذي قد يرتد عليها سلبًا. لا يهم إن كانوا يدفعون المال من أجل أنفسهم أو من أجل الآخرين، فهمّهم هو خلق الذكريات والتجارب وبرأيهم، يجب ألا يتقاطع المال مع خططهم أو أن يفسدها.
قد تكون الشخصية المسرفة متفاخرة فاتنة أحيانًا، فهي تهوى استعراض مقتنياتها المادية. تقوم بذلك عادةً بكل لطف وبراعة، لكن تفاخرها المستمر قد يصل أحيانًا إلى حد الفظاظة وإزعاج الآخرين. تحب مع ذلك التعبير عن محبّتها تجاهك من خلال الماديات، وذلك لتبيّن لك أنك في بالها.
لا يراقب المسرفون عادةً على ماذا ينفقون مالهم، وقد ينصدمون عند رؤية فاتورة بطاقة الائتمان خاصتهم. هم أيضًا دومًا عند حافة الإفلاس، لذلك قد نجدهم أحيانًا في وضع مالي حرج.
آخر اهتماماتي!
(الغافل)
يؤمن أصحاب هذه الشخصية بأن المال خادم ليس إلا، ولا يبالون إن أنفقوه أو ادّخروه. فهو مجرّد وسيلة لغاية ما. نادرًا ما يتحدث هؤلاء عن المال، لكونه غير مهم في نظرهم لحياتهم اليومية، لا بل إن البعض منهم لا يدرك كم معه من المال، أو بكم يدين للغير، أو كم ينفق بالإجمال.
هؤلاء هم أيضًا من يتجنبون المال أو يتهرّبون منه. فقد يرجئون موازنة حسابهم، ولا يسدّدون فواتيرهم، ويتأخّرون في سداد المستحقات حتى آخر لحظة ممكنة. يعاني بعضهم كذلك الأمر من القلق المالي عند مواجهة مأزق مالي ما.
على أهبة الاستعداد!
(المغامر)
يندرج ضمن هذه الفئة المستثمرون أو روّاد الأعمال، وجميعهم من الأشخاص المستعدّين للمجازفة بكل ما يملكون، واستنفاد رؤوس أموالهم للمشاركة في مشاريع تنطوي على مخاطر كبرى.
باعتقاد هؤلاء المغامرين، كلّما كثّفوا استثماراتهم، حققوا المزيد من الأرباح المحتملة، مدفوعين بتفاؤلهم، أو ثقتهم بالسوق، أو حدسهم، لكن هناك احتمالان لا ثالث لهما لهؤلاء الأشخاص، إمّا أن تزداد ثروتهم إلى حد كبير، أو أن يخسروا كل شيء. وهذا أمر مقبول بالنسبة إليهم!
شرّ ليس لا بدّ منه!
(الحريص)
تتمسّك هذه الشخصية بالضمانات. فهي تحبّ التخطيط لنفسها، وتفضّل دخول استثمار آمن ومثبت، وتجنّب أي استثمار واعد إنما محفوف بالمخاطر. يعدّ أصحاب هذه الشخصية أيضًا الخطط ويجرون الأبحاث قبل الدخول في أي عمليات شرائية كبرى، إذ يتوخون الحذر الشديد عندما يتعلق الأمر باتخاذهم قرارات مالية. فالمال، بالنسبة إليهم، أداة لإرساء الضمانات، وبالتالي لن يغامروا بالخوض في أي مشروع جديد.
ما الخلاصة إذن؟
تبنى علاقتك بالمال من خلال الطريقة التي تحدّد بها أولوياتك على صعيد النفقات وفقًا للدخل الذي تتقاضاه، أو بعبارة أخرى، من خلال سلوكك المالي. وبالتالي، فإّن إخفاقك ونجاحك هما النتيجة النهائية لهذه القرارات التي تتّخذها كل يوم. لذا، إذا كانت شخصيتك تتطابق مع أيّ من الشخصيات المالية المذكورة أعلاه ، فإننا ننصحك بتعزيز عاداتك الإيجابية والتخلّص من العادات الأخرى.
إن الكثير من الأشخاص ممن ينتظرون راتبهم أول كل شهر، غالبًا ما لا يملكون الوقت أو التركيز للتفكير في علاقتهم بالمال. مع ذلك، فإنّ معرفة شخصيتك المالية قد يساعدك على تحسين سلوكك الإيجابي، فتصبح أكثر وعيًا بشؤونك المالية، وتتخلّى أيضًا عن كل سلوك سلبي بهذا الخصوص. يمكنك البدء مثلًا بتسجيل يومياتك المالية لمراقبة شؤونك المالية بشكل دقيق، أو استخدام بعض مدّخراتك للذهاب في رحلة إلى أوروبا تستحقها عن جدارة. مهما كان اختيارك، احرص على تحسين جودة حياتك مع الاحتفاظ في الوقت عينه ببعض المال الاحتياطي للحاجة!
سند وريالي: شراكة لازدهار الحياة الاجتماعية في السعودية
المنشور السابق
المقبل بوست