إنه مقالنا الأول في العام 2023. ماذا يخبّئ لنا؟ اعتدنا في السنوات الأخيرة على التغيّرات الكبيرة والسريعة، ولذلك زال سقف التوقعات مع عبارة “كل شيء ممكن”، وأصبحت الآفاق مفتوحة.

لكن في كفّة الميزان الأخرى التي تشملنا نحن الأفراد، ننظر بطريقة جدّية إلى هذه البدايات، بل ونعتبرها نقاطاً مفصلية لاتخاذ قرارات مهمة. فأمامنا صفحة جديدة في حياتنا المالية الآن. ما هي الـ 5 أشياء التي سوف نكتبها؟

1) سأحافظ على رؤية واقعية للأمور

تطبع حياتنا تغيّرات مستمرة ومفاهيم جديدة، منها النظام الاقتصادي العالمي الحديث، والعملات الرقمية، والعوالم الافتراضية، وغيرها من الأفكار الفضفاضة والمشوّقة التي توسّع آفاق الخيال وتدفع الفرد إلى زيادة متطلّباته، بحثاً عن تجارب تعكس أجواء مماثلة من التشويق. لذلك، من المهم إقامة التوازن بين التفكير بالمستقبل والانشغال بالحاضر، بين تصوّراتكم والواقع. فلا تنساقوا خلف الأفكار إلا بعد أن تفحصوا مدى ارتباطها بالحقيقة، لأنّ الإنسان تستهويه الأفكار الجذابة، وقد يقوم بقرارت مالية خاطئة فيما يحاول إكمال تكوينها بعقله.

2) سأتحكم بأفكاري حول المال

ليس مكتوباً في علوم الكيمياء، لكن ربما يكون المال أسرع المواد تبخّراً، حيث أنه كلما شغل تفكيركم، شعرتم بقلّته وضعفت قدرتكم على التفكير المنطقي بسبب توتركم المالي. يحذّر الباحثون في هذا الإطار عن وصول الفرد إلى حالة يربط فيها تقديره لذاته بإنجازاته المالية، وبالتالي قد يُحبط سريعاً عند تردّي ظروفه المالية. أخيراً، لا ننسى أنّ التفكير بالمال يسلبكم الوقت الذي قد تستمعون بقضائه مع العائلة أو بمشاهدة فيلم كوميدي أو بأي نشاط آخر يجدّد طاقتكم.

3) سأعتمد التكيّف طريقاً للنجاح

بالعودة إلى نظرية التطوّر، التكيّف هو الطريق الأكثر ضمانة للاستمرار. في اللغة المالية، هذا يعني أن تكيّفوا قراراتكم الشرائية حسب راتبكم الشهري، فتعيشون أسلوب حياة يجعلكم تنفقون أقل من دخلكم، وأن تتكيّفوا حسب خططكم المستقبلية، فتدّخرون مبلغاً كافياً قبل الزواج أو استقبال مولود جديد، وأن تبحثوا عن مصدر آخر للدخل إذا كان مصروف أسرتكم يرتفع لأسباب لا تستطيعون التحكم بها. فالحلول دائماً متاحة، لكنّ سرعة إيجادكم لها وتنفيذها يعتمدان على مدى اقتناعكم بمفهوم التكيف وأهميته.

4) سأحافظ على انتمائي لمجموعة أكبر مني

سعت دراسة كندية إلى تحديد العوامل التي تجعل الساكنين في القرى الصغيرة أسعد من غيرهم. ومن أبرز الأسباب التي توصّلوا إليها كان الشعور بالانتماء، وهو ما يعلّل ارتفاع معدّلات الاكتئاب والقلق في مجتمعاتنا التي أصبحت تميل نحو الفردية أكثر من ذي قبل. ومع تعزيز هذه الثقافة بانتشار الأفكار حول أهمية الفرد وقدرته الخارقة على تحقيق المستحيل، أصبحنا نميل تلقائياً إلى مواجهة الصعاب بمفردنا، فتثقل علينا الأعباء المادية بغياب سند أو دائرة اجتماعية.

5) سأحمّل نفسي فقط حسب وسعها

إحدى الأسباب التي تجعل الادخار أهم قواعد الإدارة المالية هي أنكم تنفقون أقل مما تكسبون، فلا تحمّلون نفسكم أكثر من وسعها. ذلك على خلاف القرارات الشرائية غير المدروسة التي قد تحتّم عليكم اتخاذ القروض أو تحمّل ديون البطاقة الائتمانية مع فوائدها. فتسوّقوا بتأنٍّ حسب ميزانيتكم ولا تهملوا التكاليف المستقبلية لما تشترونه الآن. مثلاً، إذا دفعتم تكاليف منزل كبير يتعدّى حاجتكم الحقيقية له، لن يمكنكم تجنّب تكاليفه القادمة، من فاتورة كهرباء عالية، وإجراءات صيانة مكلفة، وغيرها.