يعرف اسمك، عنوان منزلك، مكان عملك، والأماكن التي ترتادها. يعرف بصمتك، حركة أصابعك، صوتك، ومعالم وجهك. يعلم كم مرّة تحمل هاتفك يومياً ولأي أسباب. يحتفظ بصورك وألعابك المفضّلة. يحفظ الموسيقى التي تحبّها والمسلسلات التي تتابعها. يعدّ خطواتك ويراقب كل تحرّكاتك على الإنترنت.

من الذي نتكلّم عنه؟ إذا لم يكن لديك معجب سرّي، فالأرجح أنّنا نتكلّم عن هاتفك الذكي. وفي هذا المقال سنبحث كيف تجعلنا هواتفنا الذكية أذكى مالياً.

(1 مراقبة عاداتنا المالية باستمرار

يقول مثل قديم “قِدر مراقبة لا تغلي أبداً”. لذا من المهم مراقبة عاداتك المالية، وهو ما تساعدك عليه العديد من التطبيقات بمجرّد ربطها ببطاقاتك الائتمانية وبطاقات الخصم أي الـ debit card. عندها يمكنك معرفة كيف يتوزّع إنفاقك على مختلف السلع، وبالتالي ترى مدى توافقه بين الأساسيات والكماليات، كما تصوّب إصبعك على مشاكلك المالية التي تحتاج إلى حل. مثلاً، إذا كنت تنفق الكثير على المواصلات، ربما تستبدل سيارتك بأخرى ذات مصروف أقل أو تبحث عن عمل آخر أقرب إلى منزلك.

(2 تحكّم أكبر بالخدمات المصرفية

أنت تحمل باقة كاملة من الخدمات المصرفية بين يديك في كل وقت وفي أي مكان، وهذا يزيد قدرة التحكم لديك بكل خطواتك وقراراتك المالية. مثلاً، يمكنك فتح حساب ادخار أو تقديم طلب للحصول على قرض. يمكنك كشف حسابك، أداء الزكاة، أو تسديد مستحقاتك لشركة الكهرباء والاتصالات. يمكنك التواصل مع فريق خدمة العملاء على مدار الساعة وغيرها من المزايا التي ربما لا تعرفها بعد. فاحمل جوالك الآن وتصفّح التطبيق المصرفي الخاص بك لأنّ الخدمات المصرفية الرقمية في تطور مستمر.

(3 امتلاك محفظة رقمية

تخيّل أنّ عندك مرافقاً خاصاً يحمل لك بطاقاتك الشخصية والمصرفية وأي مبلغ مالي، فهو أمين جداً ويحفظ كل ما تسلّمه إياه بشكل منظّم على الدوام. هذا المرافق هو المحفظة الرقمية في مقاربة سريعة، حيث يسهّل امتلاكك لها عمليات الدفع ويتيح استفادتك من العروض عندما لا تحمل ما يكفي من الأوراق النقدية. فلا يمكن لأموالك وبطاقاتك أن تضيع أو تُسرق منك، خاصة وأنّ دفعاتك تجري دون أن تتعرّف نقاط الدفع إلى أرقام بطاقاتك. ولا ننسَ أنّ التعامل الإلكتروني غالباً ما يكون مجانياً.

(4 القيام بخيارات شرائية أفضل

أظهرت دراسة على موقع buzz marketing أنّ 82% من العملاء يستخدمون جوالهم داخل المتجر للتأكد من صحة قراراتهم الشرائية قبل الدفع. أما عن استخدام العملاء لجوالهم رغم تواجد الحاسوب، فبلغت نسبتهم 80%. انطلاقاً من أهمية الجوال وتأثيره على عملياتنا الشرائية، احرص على استخدامه بما يخدم قرارات أفضل تقدم عليها دون تسرّع. مثلاً، تحقّق من التقييم والمراجعات حول منتج أو خدمة وتأكّد من الأسعار بمقارنتها مع متاجر أخرى، علماً أنّ الجوال يحفظ تفضيلاتك لتحصل على تجربة إلكترونية مصممة خصيصاً لك.

5) تنمية ثقافتنا المالية

تشكّل الثقافة المالية الجذور المغذّية لنشاطاتك وقراراتك وثمارك المالية. وأي معلومات تكتسبها في هذا المجال تقودك إلى استقرار مالي أعمق وأقل عرضة للانجراف. فلا تفوّت المصادر اللامحدودة على جوالك لتتعلّم كل أساسيات الإدارة المالية، سواء كنت مبتدئاً، طالباً، رب عائلة أو رائد أعمال. ففي الثقافة المالية، تنتظرك العديد من المهارات التي يمكنك الاستفادة منها في مختلف جوانب حياتك. اقرأ المقالات بشكل منتظم، ابحث عن المواضيع التي لا تفهم أبعادها، وسجّل في دورات عندما تحتاج إلى مضمون مكثّف. ريالي تقدّم لك كل ذلك وأكثر.