يقولون “خبّئ قرشك الأبيض ليومك الأسود”، أما نحن اليوم، فنريد الحديث عن “القرش الرمادي”.

“القرش الرمادي” هو مصطلح وضعته ريالي للتعبير عن المال الذي تدفعه في مكانه المناسب رغم أنّ الثمن يبدو كبيراً.

والغاية من “القرش الرمادي” هي التصدّي للمواقف التي يدفعك فيها التوفير إلى خسارة أموالك، ونعرضها لك فيما يلي.

1) شراء سلع منخفضة الجودة

ونقصد هنا بشكل خاص السلع التي تكون باهظة الثمن، مثل المفروشات والإلكترونيات. فإذا اشتريت سلعة منخفضة الجودة، وهي عادةً الأوفر، دون اختيار جودة أفضل لو كانت أعلى ثمناً، من المحتمل جداً أن تتكلّف فرق هذا السعر وأكثر إمّا للصيانة أو لشراء غيرها من جديد.

هذا يعني زيارات أكثر إلى السوق، واحتمال شراء سلع أخرى في كل مرة، هدر مزيد من الوقت، دفع كلفة إضافية للمواصلات، كلفة للصيانة من قطع ويد عاملة، وتكاليف أخرى غير متوقعة. مثلاً، إذا تعطّلت الثلاجة، قد تؤدي إلى تلف الطعام.

2) الامتناع عن طلب بطاقة ائتمانية أو استخدامها

قد يخشى البعض البطاقات الائتمانية تفادياً للديون التي قد تترتّب عنها، إلا أنّ هذا جزء من الحكاية ويكون عادةً نتيجة الاستخدام الخاطئ للبطاقة الائتمانية أو التأخر في سداد أقساطها. أمّا في الجزء الآخر للحكاية، فتأتي مع البطاقة الائتمانية باقة من المزايا التي توفّر لك راحة البال والخصومات. مثلاً، يمكنك الحصول على أميال للسفر، والاستفادة من خدمات التأمين، وجمع نقاط المكافآت التي يمكن استبدالها بطرق مختلفة.

وفي حال تمت سرقة البطاقة، يمكنك الإبلاغ فوراً دون تحمّل مسؤولية المعاملات المالية التي لم تقم بها ودون التأثير على أموالك الخاصة، بعكس بطاقة الحساب الاعتيادية التي تطرح قيمة الأموال المسروقة مباشرةً من حسابك.

3) التوفير في تكاليف الصحة

الادخار على حساب صحتك هو “توفير مزيّف” لأنّ الصحة هي من أغلى ما قد تملك. خذ العبرة من شركات التأمين التي تزيد فاتورتك الصحية كلما تقدّمت بالعمر، نظراً لأهمية الفحوصات الدورية وزيارات الطبيب. فإذا فوّتت هذه، قد تحرم جسمك من حاجات أساسية لن تدركها بالعين المجرّدة. كذلك إذا حاولت معالجة صحتك طبيعياً في المنزل، قد تؤخر أحياناً العلاج السريع وتتأزم حالتك، لا قدّر الله، بحيث تحتاج إلى تكاليف استشفائية أعلى.

هذا إضافة إلى الضغط النفسي لكل ذلك. فاجعل صحتك أولوية ولا تستهتر باختيار الأفضل لها، سواء من جهة الغذاء أو المواقف التي تضمن راحة بالك مهما كلّفتك.

4) تفادي خدمات الخبراء

لماذا يتقاضى الممثلون المحترفون أجراً عالياً؟ إلى جانب شهرتهم التي تجذب المبيعات بالملايين إلى شباك التذاكر، هم خبراء في مهنتهم وقادرون على أداء دورهم بامتياز في محاولة أو محاولتين خلال التصوير. أمّا الممثل العادي الذي يتقاضى أجراً أقل، فقد يحتاج إلى إعادة تصوير المشهد 5 أو 6 مرّات، ما يرفع كلفة التصوير، من إيجار مكان ومعدّات، وتكاليف خاصة بالمشهد، وأجرة العاملين خلف الكواليس، وغيرها.

فالمثل القائل “أعط الخبّاز خبزه لو أكل نصفه” شائع منذ زمن لأهمية اختيار الخبراء للاستفادة من خدماتهم وأعمالهم في الصيانة كي تضمن الجودة دون الحاجة إلى تصليح أي أخطاء مرتكبة بتكاليف أعلى لاحقاً.

5) الوقوع في فخ الخصومات والكوبونات

الخصومات، والتصفيات، والعروض، جميعها مصطلحات تؤثّر مباشرةً على قراراتنا الشرائية. “هيّا نذهب إلى السوق أو نتصفّح هذا الموقع. ربّما نجد ما كنّا نؤجل شراءه بسبب ثمنه.” إنه السيناريو الذي يدور في ذهننا، لكنّ الواقع قليلاً ما يتطابق معه. بوجود أسعار جذابة، قد نشتري أشياء لمجرّد احتمال حاجتنا إليها فيما بعد. وإذا كنّا بحاجة فعلية لها، قد نشتري أكثر مما نحتاجه مع عرض “اشتر 2 واحصل على 1 مجاناً”.

هكذا ترتفع الفاتورة الشرائية وتزيد المساحة اللازمة لحفظ المشتريات. هذا إن كانت خياراتنا صائبة، لأنه في موسم العروض، يلعب الضغط والمدة المؤقتة لهذا الموسم دوراً عكسياً على قراراتنا.

نصيحة ريالي: في كل من هذه المواقف، الجأ إلى استخدام القرش الرمادي.