بأبسط التعابير، التأجيل هو عدم القيام بمهمة يجب القيام بها الآن، وذلك بغرض إنجازها في وقت لاحق. في حياتنا اليومية نواجه كمية هائلة من القرارات، بدءاً من قرار الاستيقاظ صباحاً أو هل ننام 5 دقائق إضافية؟ قد يبدأ التأجيل من هذا التفصيل البسيط، ومع ممارسته بتكرار وبشكل يومي، يصبح عادةً سيئة يصعب التخلص منها.

فكيف يؤجّل التأجيل راحتك المالية؟ إليك 5 قرارات تأجيل ننصحك تفاديها قدر استطاعتك.

1) تأجيل أهم قرار مالي وهو الادخار

قد تؤجّل الادخار حتى تشتري هذا الحذاء أو هذه الساعة، حتى تنتهي من تلك الديون، حتى يمرّ فصل الصيف، حتى تدفع الأقساط المدرسية. قد تؤجّل الادخار لحساب التقاعد لأنك ما زلت شاباً. قد تؤجّل الادخار لحساب الطوارئ لأنك تعلم أنّ والديك سيكونان دائماً بجانبك.

من السهل إيجاد الأعذار لتأجيل الادخار، لكن عدم الادخار قد يكلّفك أكثر من الادخار نفسه، وهو ما سنراه فيما يلي بصورة أوضح.

2) تأجيل التسوق حتى اللحظة الأخيرة

تجنّب التسوق غير المهم هو غالباً النصيحة الأفضل للتوفير، لكن ليس في الحالات التي تضطر فيها للإنفاق. مثلاً، إذا كنت ستشتري هدية لصديقك في مناسبة سعيدة، فإنّ تأجيل التسوق حتى اللحظة الأخيرة سيترك أمامك خيارات أقل ويجبرك على دفع مبلغ أكبر حتى تلحق الزيارة مع هدية في يدك.

لهذه الفئة من المشتريات الضرورية، مثل التسوق لحاجات منزلية وشراء الهدايا والقرطاسية، ننصحك بانتظار التنزيلات والعروض التي تكون في مواعيد معروفة سلفاً غالباً. هكذا تقتنص الفرص التوفيرية عندما لا يكون أمراً طارئاً.

3) تأجيل الدفعات المستحقة

كما هو الحال مع البطاقات الائتمانية والفواتير، إنّ التأخر عن موعد تسديد دفعاتك يوقعك في غرامات مالية وما لها من تبعات على ميزانيتك، وعلى سجلّك الائتماني بالبنك، وعلى أهليتك لطلب القروض أحياناً. أما إذا كنت تتعامل مع الآخرين بصفتك شركة تجارية، فيكون وقع الأضرار أكبر على مشروعك وعلى سمعتك في السوق.

فحتى لو بدا التأجيل أفضل حلولك في هذه اللحظة، لا ضمانة تؤكد أنّ الظروف المقبلة ستسمح لك بسداد المبلغ.

4) تأجيل التخلص من الديون

للأسف، الأزمة الاقتصادية في العالم تتفاقم يوماً بعد يوم، تفقر العائلات وتدمّر البنى التحتية المصرفية في بعض البلدان. ورغم تعدّد الأسباب، يعدّ تأجيل سداد الديون أبرز ما ساهم في هذه الأزمة.

كذلك، على صعيد فردي، إن لم يكن باستطاعتك سداد الدين، إمّا ستتكبّد غرامات مالية أو ستحتاج اللجوء إلى دين ثانٍ لتغطية الدين الأول. وهكذا تدخل في دوامة من الديون، مصيرها الانهيار المالي وحلولها قد تستغرق أعواماً. فاحسب خطواتك بدقة وضع خطة لسداد الدين قبل اقتراض المال.

5) تأجيل التطوّر المهني

من أسوء سمات التأجيل أنه معدٍ وسط جوانب حياتك. فإذا كنت تؤجّل في الجانب المالي، قد تؤجّل في تقدّمك المهني الذي يرتبط بمدخولك أيضاً. مثلاً، إذا أجّلت في طلب علاوة أو في تغيير عملك حيث لا يكافئك الراتب، لا بد أن تبقى مكانك. وإذا أجّلت التقدم بطلب إلى وظيفة أخرى، لا بد أن يسبقك مرشح آخر بالمؤهلات نفسها. فلا تؤجّل أي برنامج تدريبي أو ندوة وحتى قرارات أكبر مثل مغادرة عملك لإطلاق مشروعك الجديد.

لأنّ التأجيل يرتبط إلى درجة كبيرة بعمليات التخطيط التي تقوم بها، ابدأ بالتخطيط وابدأ اليوم.