منذ أولى أيامه والعام 2020 يستعرض أمامنا حزمة كبيرة من التغييرات بدءاً من الكوفيد-19 وتفرّعاً إلى العديد من المستجدّات إثر انتشار الفيروس. وكعادة الشعب السعودي يجذبنا أن نبحث دائماً عن الإيجابيات ونأخذ العبر من كل ما يحدث حولنا. فتعالوا نشكر العام 2020 على هذه الدروس.
1. تعلّمت أن أفهم نفسي أكثر
طالت أوقات الفراغ في حياة كل منّا بنسب متفاوتة، فقضيناها إمّا في مشاهدة الأفلام أو مطالعة الكتب وغيرها من النشاطات وصولاً إلى الاستراحة بمفردنا ليس لنقوم بشيء محدد بل لنفكّر بخلوة وهدوء. فكشفت لنا هذه المواجهة مع أنفسنا الكثير من الأشياء التي لم تكن ملحوظة سابقاً وسط الضوضاء. ساعدنا ذلك على تحديد أهدافنا المادية بصورة أوضح كما على التروّي والتخطيط سواء للإنفاق أو الإدخار، وأيضاً على تعلّم مهارة جديدة قد تصبح مصدراً جديداً للرزق في حياة مالية أبسط وأجمل.
2. تعلّمت أن أتفهم الآخرين
قضاء الوقت مع العائلة صار العملة الجديدة التي نتداولها اليوم. فإنّ تغيّر ظروف كسب لقمة العيش ترافق مع المزيد من اجتماعات العائلة حول المائدة وجلسات أحاديثهم معاً. ولم يزداد هذا الوقت بالكمية فقط بل بالنوعية أيضاً، حيث اتخذت علاقاتنا شكلاً أعمق ساعدنا على تفهّم الآخرين أكثر. أما على الصعيد المادي، فينعكس ذلك إيجاباً إذ صار لديك المزيد من الفرص لتعلّم أولادك الإدارة المالية التي تناسب ميزانيتك ولتتعاون مع باقي أفراد الأسرة في تنظيم المصاريف المنزلية.
3. تعلّمت تعديل سلوكي في الإنفاق
بسبب الجلوس ساعات أطول في المنزل، انخفضت مصاريفنا بنسبة معيّنة لاسيما تلك المتعلّقة بالتنقّل وشراء الثياب واشتراكات النوادي الرياضية وغيرها من المصاريف الترفيهية مثل الذهاب إلى السينما أو الخروج إلى المقاهي. فمع هذه التغييرات، التمسنا أنّ تخفيض مصروفنا أمر ممكن ومتاح، كما اكتسبنا نظرة مختلفة إلى أولوياتنا رافقتها عادات مختلفة في الإنفاق. ليس هذا فقط، بل صارت لنا حرية تبنّي سلوكنا الجديد في الإنفاق حتى بعد انتهاء موجة الفيروس وعودة الأمور إلى طبيعتها.
4. تعلّمت أهمية الادخار
قد نسمع عن أهمية حساب الطوارئ ونعمل على الادخار لأجله، لكن الموقف يختلف عندما يطرأ ما يعوزنا لهذا الحساب، وهو ما حصل في العام 2020. فبينما استطاع البعض توفير المال في فترة الحجر، خسر آخرون وظيفتهم أو تأثّر راتبهم بسبب الأزمة الاقتصادية. وبذلك اختبر كل منا بمستوى معيّن ضرورة الادخار وما يستوجبه ذلك من التخطيط المالي، علماً أنّ الحجر الصحي منحنا فرصاً جديدة للادخار إذ صرنا نعتمد على حلول منزلية بديلة دون اللجوء التلقائي إلى شراء كل حاجاتنا من السوق.
5. تعلّمت التكيف الإيجابي
لم تكن تغييرات العام 2020 بالسهلة أو المتوقعة، ولكن بالرغم من ذلك سمعنا قصص نجاح عديدة. فقد طوّرت القطاعات السعودية العامة والخاصة مجتمعة 19 تطبيقاً متعلّقاً بالرعاية الصحية، ما نتج عنه إحدى أدنى معدّلات الفيروس على صعيد العالم. كما نجح قطاع التعليم بدعم البنى التحتية الإلكترونية لخدمة أهدافه، ذلك مع حصوله على التنويه الرسمي من منظمة اليونسكو العالمية. كذلك قام 69% من المستهلكين بتعديل قيم الاستهلاك الخاصة بهم حسب دراسة أجرتها شركة إرنست ويونغ، وكل ذلك يشير إلى نتيجة واحدة، هي أن المجتمع السعودي تفوّق في تكيّفه إيجابياً مع الظروف.