شهدت الخمسينيات إطلاق أول بطاقة للدفع الإلكتروني في العالم. ومع تطوّر الكمبيوتر والتكنولوجيا والإنترنت، ارتفعت نسبة الدفع الإلكتروني حتى أصبحنا نناقش اليوم اعتماد السوق بالكامل على المعاملات الإلكترونية. هذا يعني أنّ الدفع لا يكون بالأوراق النقدية بل بالتقنيات الإلكترونية، مثل استخدام بطاقات الخصم والبطاقات الائتمانية والمحافظ الرقمية.

خلال أزمة كوفيد-19، زاد معدّل الدفع الإلكتروني أكثر بعد بسبب الخوف من انتقال الفيروس عبر الأوراق النقدية. وبالرغم من انحساره، تشير الإحصاءات إلى أنّ نصف الأفراد على الأقل سيواصلون الدفع بالتقنيات الإلكترونية في الشرق الأوسط، حسب مجلة “ماكنزي بالعربي” في مقال أغسطس 2021.

فلمّا كانت إحدى أهداف المملكة هي زيادة استخدام المعاملات غير النقدية بنسبة 70% لتطوير القطاع المالي ضمن الرؤية 2030، نتصوّر فيما يلي المشهد المالي حينها ونعرض 3 تأثيرات للدفع الإلكتروني.

1) الحد من المخالفات والنشاطات الاحتيالية

. السرقات: أنت كفرد أو مؤسسة تحمل أموالك على بطاقتك، وبالتالي، لا يمكن لأحد سرقتها فعلياً منك. أما في حال سرقة بطاقة الدفع الخاصة بك، فيمكنك حظر استخدامها على الفور

. غسل الأموال: يعتمد غسل الأموال على سرية مصدر الأموال، لكن باعتماد المال الإلكتروني، تصبح كافة المعاملات قابلة للكشف والمتابعة بالتفصيل

. تزوير الأوراق النقدية: وغيرها من النشاطات والأعمال التجارية غير المشروعة التي لا يمكن اعتمادها مع الأموال الإلكترونية

. التهرب من ضريبة القيمة المضافة: الآن وقد أصبحت كل الممتلكات المادية والمداخيل قابلة للرصد عبر النظام الإلكتروني، من الصعب التهرب من دفع ضريبة القيمة المضافة

2) زيادة الفعالية في حياتنا اليومية

. تقليل صفوف الانتظار: بسبب سرعة المعاملات الإلكترونية وعدم الحاجة لإرجاع فرق الأموال عند الدفع، يذوب الملل في صفوف الانتظار ويصل كوب القهوة أسرع إليك

. تنظيم إدارة المال: لا بأس إن نسيت أن تسحب المال قبل ذهابك إلى السوق، ولا داعي أن تهتم بإنفاق الفكات سريعاً، لأنه مع الدفع الإلكتروني، يتم تنظيم أموالك تلقائياً حتى آخر هللة

. مستوى أعلى من الحماية الصحية: مع تقنيات الدفع الإلكتروني، أنت وحدك من يلمس بطاقتك الشخصية، بعكس الأوراق النقدية التي تتناقلها العديد من الأيدي، وبالتالي ارتفاع نسبة انتقال الجراثيم

. تيسير الدفع عند السفر: لا تقلق بشأن صرف الريال مقابل العملات الأجنبية أو نقل أي مال أثناء السفر، لأنّ الدفع الإلكتروني يسهّل عمليات الدفع أينما كنت

3) تقديم مكافأة للجميع

. البيئة: إن طباعة البطاقات الإلكترونية لكل فرد أوفر للبيئة من طباعة ملايين الأوراق النقدية والفكات المصنوعة من مادّتي النحاس والنيكل

. أصحاب العمل: يسهل عليهم إدارة عائدات أعمالهم من جهة تخزين المال النقدي، إحصائه، ومن ثم نقله إلى البنك من خلال شركات خاصة أحياناً

. القطاع المصرفي: تنخفض أعباء المصرف عند اعتماد الدفع الإلكتروني من قبل شريحة أكبر من عملائهم، ما يتيح الفرصة لتطوير الخدمات المصرفية وانتشار البنوك الرقمية

. موظفي المحاسبة: يخفف الدفع الإلكتروني من عبء المسؤولية التي يتحمّلونها، حيث ينخفض احتمال الأخطاء، وتقلّ فترة تدريبهم، كما تزيد الفرص أمامهم لتولّي مهام جديدة

أنت أيضاً، لا بد أن تشعر بفرق بارز في إدارة حياتك المالية يومياً بفضل الدفع الإلكتروني، علماً أنّ ذلك يأتيك مع بعض المسؤوليات. أوّلها هو زيادة حرصك على بياناتك لحمايتها من الجرائم الإلكترونية، وثانيها هو ضبط معدّل إنفاقك إذ يميل الفرد إلى المزيد من الإنفاق عندما لا يلمس النقود بيديه.