واجه النصف الأول من العام 2020 موجة وباء جامحة غيّرت معالم الاقتصاد على صعيد العالم. وها هو النصف الثاني من العام يبدأ بقرار جديد تشهده المملكة للمرة الأولى في تاريخها. فبعد أن كانت الضرائب المفروضة وسط أدنى الأرقام عالمياً، أعلنت المملكة ارتفاعها الضريبي على القيمة المضافة من 5 إلى 15% بدءاً من 1 يوليو.
ماذا ينتظرنا مع هذا القرار وما هي الأشياء التي عليك معرفتها عن الارتفاع الضريبي الجديد؟
1) لماذا هذا الارتفاع؟
يهدف هذا الارتفاع إلى حماية اقتصاد السعودية من جائحة كورونا وتداعياتها. فهي الأزمة التي غزت العالم وأثقلت أعباء المملكة، أدت إلى ارتفاع نفقات القطاع الصحي بالدرجة الأولى وأحدثت تراجعاً كبيراً في مستويات الطلب على النفط الذي نزلت أسعاره إلى أرقام قياسية.
نذكر إلى جانب ذلك الانكماش الاقتصادي بفعل إقفال معظم المؤسسات التجارية وتوقّف إيرادات السياحة وغيرها من العوامل التي وصلت بعجز الميزانية إلى حوالي 34 مليار ريال في أول ثلاثة أشهر من عام 2020 إضافة إلى ارتفاع الدين العام بنسبة 6.7%.
2) ما هي الإجراءات المرافقة التي قامت بها المملكة؟
دعماً لخطة إنقاذ المملكة من عجز ميزانيتها، انطلقت حزمة من الإجراءات الهادفة إلى خفض النفقات وإعادة توزيعها حسب الحاجة الراهنة. فمنذ من شهر يونيو، جرى إلغاء المكافآت المالية التي كانت تعطى لموظفي الحكومة وقيمتها 1,000 ريال شهرياً، كما جرى وقف العمل على بعض مشاريع الحكومة وتلك الخاصة بالرؤية 2030، ما من شأنه خفض الإنفاق بما يقارب 100 مليار ريال.
3) كيف نتأقلم في الإدارة المالية؟
لا بد أن ترتفع الأسعار وتنخفض القدرة الشرائية بفعل هذه التغيّرات على كافة فئات المجتمع على حد سواء. فهو أمر غير مسبوق يتطلّب تقشفاً في السياسة الاقتصادية لدى العائلات حتى تصل الحكومة للنتائج المرجوّة في عامي 2021 و2022. من هنا يجب أن نعمل على ضرورة تعاون أفراد الأسرة في الإدارة المالية وتنظيم الإنفاق وأيضاً الاستفادة من تداعيات كورونا التي أزالت الكثير من التكاليف في طريقها وأتاحت فرصاً أكبر للعمل أونلاين.
4) هل سيكون الارتفاع الضريبي مؤقتاً؟
منذ إقرار ضريبة الـ5% عام 2018 وهناك توقّعات بارتفاعها مرة أخرى، يبدو أنها تتحقق في قرار الأول من يوليو. ورغم احتفاظ بعض الدول بمعدّل ضرائبها هذا لا يلغي أنّ الكثير منها يبحث في هذا التوجه لإنقاذ الاقتصاد العالمي المتزعزع. لذلك لا يمكننا توقّع عودة الضرائب إلى ما كانت عليه، لا سيما وأنّ إصابات كورونا ما زالت تتزايد بالآلاف خلال فترات قصيرة جداً.
5) ما هو موقف المملكة من الوضع؟
يرى المسؤولون أنّ الارتفاع الضريبي المستجدّ قرار ضروري لحماية اقتصاد المملكة من الانهيار أمام هذه الظروف. فبالرغم من قساوة القرار إلا أنه بالمستوى المطلوب لمواجهة أزمة بقساوة كورونا التي لم يشهد لها العالم بعد أي مثيل في التاريخ الحديث.