قريباً تبدأ التحضيرات لامتحانات الفصل النهائي، وربما لا شيء يحفّز الطلّاب على الدراسة مثل اقتراب إجازة الصيف.

في الوقت نفسه، يبدأ الأهل بعدّ الأيام قبل انتهاء العام الدراسي وبداية فسحة من الوقت يقلّ فيها الانضباط.

في ريالي، نفكّر بالأولاد والأهل معاً. كيف يمكن أن نجعل هذا الصيف وقتاً رائعاً تمضيانه سوياً؟ وكيف تحقّق لأولادك أقصى استفادة لتطوير حس المسؤولية لديهم، كونه أساس الإدارة المالية السليمة.

نعرض لك فيما يلي 5 تدريبات مالية لأولادك في إجازة الصيف.

1) مرافقتك إلى السوبرماركت

قد لا يكون اصطحاب أولادك للتسوق دائماً السبب في ارتفاع فاتورتك. فإذا كانوا في سن التاسعة وما فوق، يمكنك الاستفادة من هذه الزيارة لتعليمهم الكثير حول القرارات الشرائية الذكية.

مثلاً، خيّرهم بين ماركات مختلفة واشرح لهم سبب تفاوت الأسعار بينها علماً أنّ المنتج هو نفسه. حدّثهم عن العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار. مثلاً، لماذا نشتري الحجم الكبير للسلع علماً أنّ الصغير أقل ثمناً؟ أو لماذا لا نشتري الشوكولا بالأسلوب الذي نشتري به سلع أخرى؟ صنّف لهم المشتريات بين أساسيات وكماليات، وعلّمهم الالتزام بميزانية محددة لشراء احتياجاتهم دون المساومة على الجودة أو القيمة الغذائية.

2) إشراكهم في النقاشات المالية

أشرك أولادك في النقاشات المالية واحرص أن تكون موضوعاتها تثقيفية وبناءة، بحيث تنمّي لدى الأولاد حب المعرفة والاستكشاف وتطوير مهاراتهم المالية.

من أهم النقاشات التي تشرك فيها أولادك هي أسس التفكير والتحليل في الأمور المالية. مثلاً، حدّثهم عن فوائد الادخار ومخاطر الوقوع في الدين. علّمهم كيف تعمل المصارف وتجني الأرباح فيما يستفيد أصحاب الحسابات منها. أطلعهم على بطاقاتك المصرفية والفرق بين بطاقة الخصم والبطاقة الائتمانية. أخبرهم عن رحلتك الشخصية في جني المال وكيف بدأت من الصفر، إذ يحتاج النجاح إلى الصبر والمثابرة. شجّعهم على طرح الأسئلة أيضاً.

3) توفير حصّالة شفّافة للادخار

تمثّل الحصّالة تجربة مماثلة لفتح حساب مصرفي للأولاد، حيث يتعلّمون قيمة كل ريال بأسلوب عملي لا سيما عندما تتكدّس هذه الريالات لتساوي مجموع لعبتهم المفضلة.

من أبرز فوائد الحصّالة أنها تعلّم الأولاد ادخار المال قبل التفكير بأي غاية لإنفاقه. يمكنكم أيضاً إعداد الحصّالة في المنزل بإعادة تدوير العلب البلاستيكية وغيرها، فتكون هذه فرصة لمناقشة أهمية التوفير على البيئة وعلى جيبنا في الوقت نفسه. ساعدهم في استخدام الحصّالة لتحقيق أهدافهم وتلبية حاجاتهم الطارئة لمشتريات معينة. أما الحصّالة الشفّافة، فتبقى الخيار الأمثل الذي يتيح لأولادك رؤية المال المدّخر ويحفّزهم على المزيد من الادخار بينما يرون ثمار جهودهم.

4) العمل لجني المال

في أيام الدراسة، كنت تعطي أولادك مصروفاً أسبوعياً لأنهم منشغلون بدروسهم. لكن في العطلة الصيفية، عليهم العمل لجني المال.

قد يشك البعض بصحة هذا الاقتراح الذي قد ينمّي لدى الأولاد طمعاً بالمال ويجعلهم يطلبون المال للقيام بواجباتهم اليومية. سنقدّم حلاً في النقطة التالية، لكن للأمر إيجابيات عديدة أيضاً، أبرزها تعليم الأولاد أنّ المال لا يأتي بالسهل، بل يجب العمل لأجله ومن ثمّ تنظيم إنفاقه لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم. على سبيل المثال، يمكنهم تنظيف السيارة، رمي قمامة المنزل، مساعدة الجد أو الجدة، وغيرها من الأعمال الروتينية التي يقوم بها كل ولد حسب سنّه.

5) تشجيعهم على المشاركة والعطاء

المال مهم ولكنه ليس الأهم. إنها خلاصة هذا التدريب، لا سيما إذا لاحظت لدى أولادك انشغالاً زائداً بتحصيل المال وادخاره، فكل منهم قد يتجاوب بطريقة مختلفة مع التداريب أعلاه.

لذلك علّم أولادك أهمية المشاركة والعطاء، مثل تشجيعهم على التطوع ودعم الناس في أوقاتهم الصعبة. يمكنك تسليط الضوء على أنواع أخرى من المساعدة، مثلاً مساعدة الأقرباء من وقت إلى آخر أو مشاركة الطعام مع الأصدقاء وأولاد الجيران. اصطحبهم معك إلى الجمعيات واعطهم المال ليتبرّعوا به في الصندوق، فتنغرس فيهم عادة العطاء كلما كنت قدوة معطاءة في نظرهم.

اكتمالاً لتداريب المسؤولية المالية، اترك لأولادك حرية التصرف بأموالهم. لا تعاقبهم بأخذ المال منهم في أي ظرف وشجّعهم على مناقشتك حول كيفية إنفاقهم للمال لكي ترشدهم حول أفضل طرق الاستفادة منها.

صيفاً سعيداً!