تجمع معظمنا علاقة حب وبغض مع المال، إذ نعلم أحيانًا تمامًا كيفية الاستفادة منه واستخدامه بحكمة في صالحنا، بينما نغفل كليًا، في أحيان أخرى، عما نقوم به وينتهي بنا المطاف باتّخاذ قرارات سيئة للغاية. بالفعل، المال سيف ذو حدّين!
عندما نكون أسرى علاقة بغض مع المال، تؤول بنا الأمور إلى الدّين، وأن ترخي هذه العبارة بثقلها الشديد على دخلك الشهري أمر خطير. فالدين قد يتراكم كما كرة الثلج ويسرق منك بهجة الحياة في حال لم تجتثّه من جذوره مباشرة. كذلك، سيقيّد حريتك المالية، فلا يبقى أمامك أي فرصة لعيش حياة كريمة. فإذا كنت تشعر بأنك تقف في زنزانة مظلمة في مواجهة وحش الدين المخيف، إليك 5 طرق خداعية للقضاء عليه.
وضع الأمور في نصابها
يترتب عليك كخطوة أوّلية مواجهة العواقب. ماذا يعني ذلك بالضبط؟ ذلك يعني مجابهة دينك بالكامل وتحدّيه حتى لو بدا الأمر مخيفًا وقاهرًا بعض الشيء. عليك ببساطة تخصيص بعض الوقت لللتعرّف بشكل أفضل على ما لك وما عليك. إجلس ودوّن كل ديونك على ورقة، بدءًا بأصغر قيمة إلى أكبرها. فعندما تعد قائمة بديونك، وأرصدتك، وأسعار الفائدة المتوجبة عليك، ستتمكن من تصوّر مقدار ما تدين به فعليًا وستصبح على دراية كاملة بوضعك المالي. فتدوين كل شيء من الخطوات الأساسية، حيث يساعدك في وضع خطة واضحة حول كيفية سداد دينك.
إدراك ما تحتاجه فعلًا
قد تعتقد أن هذه النصيحة بديهية، لكنك مخطئ! فالرغبة في شراء شيء ما تختلف تمامًا عن الحاجة إليه. لذلك لا تسمح لميولك الاستهلاكية بأن تقودك إلى الخلط بينهما. كما ذكرنا سابقًا، عليك أن تجلس مع أموالك للتعرّف إلى كل ما تحتاج إلى معرفته بشأنها. وباعتبارك شخصًا بالغًا ناضجًا، يقتضي واجبك المنزلي هنا بمعرفة ما الذي تحتاجه فعلًا لتأمين عيشك – من دون تبذير! وفور قيامك بذلك، يمكنك إعداد قائمة أخرى لتدوين جميع نفقات معيشتك، بما فيها مصاريف البقالة، أو الوقود أو النقليات، أو بدل الإيجار، أو الفواتير، وما إلى ذلك. حاول أن تبقي هذه الدفعات الشهرية ضمن إطار الحد الأدنى الضروري للمعيشة؛ وبمجرّد أن يصبح لديك مساحة كافية للمناورة وخفض التكاليف، فعليك بذلك. إذا أمكن، حاول تقليصها إلى النصف تقريبًا.
الحساب بالأرقام
بعد معرفة قيمة المبلغ الذي تدين به وإجمالي المبالغ الشهرية المتوجبة عليك، يمكنك بسهولة احتساب مبلغ تقريبي لتسوية ديونك تلك به. لتحقيق ذلك، أمامك ثلاثة خيارات: إمّا تخصيص 20 في المئة من دخلك الشهري لدينك، أو اعتماد استراتيجية التخلّص من الدين الأعلى فائدة أولًا أو ما يسمّى بـ”الانهيار الثلجي” حيث تقوم بسداد كافة دفعاتك المنتظمة وتخصيص ما يتبقى من مالك لدينك الأعلى فائدة، أو اللجوء إلى استراتيجية التخلّص من الرصيد الأصغر أو ما يسمّى بـ”كرة الثلج” حيث تقوم بسداد كافة دفعاتك المنتظمة واستخدام الباقي من المال لدفع الدين الأقل فائدة. مهما كانت الطريقة التي ستختارها، لا بدّ من أن تلتزم بها وعدم تفويت أي دفعة!
البحث عن أساليب أخرى
ستعلم بأنك قادر على سداد دينك، بالاستناد إلى دخلك الشهري. لكن ما رأيك بالاحتفاظ بهذا الدخل لنفسك والبحث عن مصادر مالية أخرى مخفية؟ لا نقصد بذلك أن جنّيًا سيظهر أمامك فجأة ليحقق لك جميع أمانيك، لكننا نقترح عليك التفكير في ما يمكن أن يخرجك سريعاً من دينك مثل إيجاد عمل إضافي، أو بيع أغراض لا تحتاجها، إلخ.
إنشاء صندوق للطوارئ
كخطوة أخيرة، عليك إنشاء صندوق للطوارئ، لأن إنفاق المال على مستجدات حياتية قد يفلسك! لذلك عوضًا عن استهلاك بطاقتك الائتمانية واستنفادها، أو اقتراض المال من الآخرين، لم لا تلجأ إلى مصادرك المالية الخاصة؟! هذا يعني أن عليك تنظيم صندوق الطوارئ الخاص بك أيضًا. لا تضع أملك فقط في صندوق “يوم ممطر”، نظم المدخرات الخاصة بك بشكل واضح.
أقل ما يمكن قوله عن الدين إنه مزعج وسيزعزع سلامك المالي. عليك إذن، من أجل تفاديه، أن تكون متنبهّاً جدًا لسلوكك المالي؛ بعبارة أخرى، يجب أن يكون لديك وعي مالي. ما نقصده ههنا أنه بمجرّد اتباعك هذه الخطوات السهلة الخمس، وقضائك على وحش الدين المريع، وإعلان انتصارك عليه، عليك الالتزام بنمط حياة لا يرمي بك مجددًا إلى حيث كنت. باختصار، في ما يخص المال، لا تتعلّق به إلا إن كان يساعدك على ادخاره، وإلا عليك أن تكون واعيًا ومتعقّلًا. فبهذه الطريقة وحدها ستنجح علاقتك به، ونحن نضمن ذلك لك.