تهدف ميزانية الأسرة الشهرية إلى تنظيم المصروفات من نفقات وسداد الديون والادخار لتتوافق مع الدخل الشهري. وتُساعد هذه الميزانية أيضاً على إدارة النفقات للتأكد من أن قيمة المصروفات الشهرية الفعلية لا تتعدى المخطط له مسبقاً.
ولكن هناك ظروف غير متوقّعة يمكن أن تؤثر سلباً على الميزانية بالرغم من التخطيط الجيد لها. سنناقش هنا أهم هذه الظروف مع إبراز طرق مواجهتها.
5 تحدّيات تؤثر على ميزانية الأسرة
1- الإنفاق الغير متوقّع
هنا نتحدث عن الظروف المالية الغير متوقّعة التي تشكّل عبئاً على الميزانيّة ومن أهم هذه الظروف هي تكاليف العلاج الصحية التي تتطلب سيولة نقديّة عاجلة. ويمكن تجنب ذلك من خلال تخصيص مبلغ معين شهرياً تحسباً لأي ظرف طارئ.
أما إذا تحدثنا عن جانب التّسوّق، فقد يحدُث تضخّم (ارتفاع أسعار) للمنتجات التي تشتريها بشكل دوري مما يُحتّم عليك إعادة تخطيط الميزانية من جديد. في سياقِ آخر، يمكن أيضاً تخطي الميزانية في حال التسوّق بموسم الخصومات والعروض من دون التخطيط الصحيح لها وشراء منتجات أكثر من الحاجة. لتفادي الوقوع في هذه المشكلة، عليك إتباع خطوات التسوق الذكي وشراء الأساسيات فقط.
2- تغيُّر ظروف العمل
يُعتبر ثبات الراتب الشهري عامل أساسي لتنفيذ الميزانية الشهرية. غير أن ظروف العمل يصاحبها دوماً تغيرات إن كان من خلال زيادة الدخل بعد ترقية أو انخفاض الراتب بعد ترك العمل. وفي حال ترك العمل تكون مهمة الاستمرار في تنفيذ الميزانية الشهرية أمر في منتهى الصعوبة.
لذا عليك تقليل نفقاتك الغير ضرورية ومحاولة توفير المال أكثر عندما تواجه مشكلة انخفاض الراتب حتى يمكنك الصمود لفترة أطول دون اللجوء إلى الاستدانة.
3- زيادة تراكم الدُّيون
عدم سداد الأقساط المستحقة شهرياً بانتظام يؤثر بشكلِ كبير على الميزانية. فقد يقوم البعض بسداد جزء من القسط المستحق، وفي نهاية الشهر يتفاجئون أن الديون تراكمت أكثر بفعل الفوائد والرسوم.
فمثلاً عند استلام فاتورة أو كشف البطاقة الإئتمانية يكتفي البعض بسداد قيمة الحد الأدنى للسداد والتي تمثل عادة 5% من قيمة المبلغ المستحق، ويغفلون عن أن هناك فوائد تُحتسب على المبلغ المتبقي الغير مسدد وبالتالي تزداد قيمة الديون المستحقة للسداد.
4- الاشتراكات والرسوم الدورية
هناك بعض الرسوم والاشتراكات التي نقوم بسدادها بشكل سنوي أو شهري والتي تؤثر سلباً إن لم يتم الإعداد لها مسبقاً. فمثلاً قد تتطلب الرسوم المدرسية سدادها بشكل نصف سنوي مما يزيد العبء المالي على الراتب الشهري. وفي هذه اللحظة تكون فكرة الاستدانة هي الأقرب للبعض مما يزيد من التكلفة. لتجنب هذه المشكلة، يجب عليك إعداد طريقة لتوفير المال شهرياً لسداد هذه الرسوم في مواعيدها.
أما بالنسبة للاشتراكات الشهرية مثل اشتراكات الأنشطة الترفيهية والصحف والمجلات، عليك التأكد من مدى أهميتها واستفادتك منها والتوقف عنها في حال عدم حاجتك لها، حتى يمكنك توفير تكلفتها.
5- توافق الأسرة على الميزانية
من أهم العوامل التي تؤثر على نجاح أو فشل الميزانية الشهرية هو اتفاق أفراد الأسرة على شروطها وكيفية تنفيذها. فمثلاً لا يجوز أن يقوم طرفاً بوضع الميزانية وتحديد مبلغ معين للانفاق ويتم تخطيها من الطرف الآخر. وبالتالي تنهار الميزانية قبل نهاية الشهر. لذا يجب أن يتم إشراك أفراد الأسرة في وضع الميزانية والاتفاق على كل أوجه الإنفاق.
#نصيحة_ريالي: على أفراد الأسرة المشاركة والاتفاق على الميزانية الشهرية وخطط التوفير لضمان تنفيذها بشكل جيد.