من بداية 2020 ونحنا نسمع هذه العناوين بشكل شبه مستمر: “انتشار فيروس كورونا” و”تراجع الأوضاع الاقتصادية”. في يوم وليلة، صارت هي العناوين في القنوات حول العالم وجلسات الرأي العام، حتى صارت جزء من حياتنا اليومية.
أيضًا، ما يمديك تتجاهل اللي جالس يصير وتأثيره على حياتك خصوصا بشكل مالي، كان على مستوى الدخل أو الإنفاق أو الادخار. ومن جهة ثانية، بعد الجائحة وجدت حواجز على الأماكن اللي كنت ترتاح بزيارتها والأشخاص اللي كنت تنسى ضغوطات الحياة برفقتهم. فكيف حيكون الاستقرار النفسي والمالي معقول؟
عشان كدا بنقولك 5 نصائح سهلة ومشجّعة عشان تنتصر على الإحباط المالي في هذه الظروف.
1) تذكّر أنك سيّد الموقف
التفكير السلبي هو أول خطوة للإحباط خصوصا أنه ممكن يجيك في البداية بطريقة الحلول أو نوع من التعاطف مع نفسك، وبما إنك بتتحمّل أزمة كبيرة مو أنت شخصياً سبب فيها. لكن في الحقيقة، الغرق في هذا التفكير ممكن يشتّت تركيزك بعيد عن الحلول المحتملة وبالتالي يحسسك بضعفك. عشان كدا تذكّر أنك سيّد الموقف وأنّ الأفكار اللي تختارها ممكن تزيد أو تخفّف من حدة الأزمة عليك. التاريخ يشهد على كثير من الأزمات اللي تجاوزها العالم وانتصر عليها بنهضة اقتصادية. كل اللي عليك تسويه هو مراقبة أفكارك وتشيل السلبية منها، وراح نوضّح أكثر في النقاط الجاية.
2) لا تندفع إلى لوم نفسك
أحياناً عشان تتجاوز مشكلتك بسرعة ممكن تفكر بأعباء فوق طاقتك مقابل شعور بأنك متحكم في كل الأمور. واحدة من أشكال التفكير هي لوم النفس اللي ممكن تحس أنّه ضروري لتصحيح الأخطاء اللي سويتها حتى بطريقة غير مباشرة. مثلاً، ممكن تلوم نفسك لأنك تسرّعت السنة الماضية وأخذت قرض من البنك عشان تشتري سيارة، أو تندم لأنك رفضت وظيفة ما كانت تناسبك بقد ما كانت تسدّ حاجاتك المادية، إلخ. هذا النوع من مخاطبة النفس ممكن يزيد الضغوط عليك وبالتالي يسرّع وقوعك في الإحباط المالي.
3) تروَّ في خطواتك القادمة
وقت ما تتغيّر المعطيات العالمية بسرعة ، من الحكمة أنك تواجها بكثير من الصبر بدون ما تروح وراء قرارات سريعة تندم عليها فيما بعد. ممكن يجعلك اليأس لخطوات غير مدروسة تحت تأثير الضغط النفسي، مثل أنك تستثمر في مشروع أكاديمي جديد أو أن تنفق من الحساب اللي تدّخره للتقاعد بهدف التخفيف من أعبائك المالية الآن. من الممكن أنه تكون هذه حلولاً مناسبة لك لكن الأهم أن تتروّى في الأول وتدرك أنك غير مضطر لاتخاذ أي قرارات في الوقت الحالي. ولا بأس عليك أنك تبقى فيما أنت عليه إلى ما تلاقي الخطوة الأمثل بعد دراسة كافة جوانبها.
4) استمر في البحث والمحاولة
أنك تتمهّل وتنتظر الخطوة المناسبة ما يعني الاستسلام لهذه المرحلة مهما كانت صعبة. فممكن تكون هي نفسها نقطة تحول في حياتك المالية إذا استمرّيت في البحث والمحاولة عن أهداف بسيطة تقدر تحققها. مثلاً ممكن تدرّب نفسك على زيادة التدابير عشان تخفف من إنفاقك وبالتالي راح ترفع مدّخراتك، أو تبحث عن مصدر جديد للدخل لو كان مؤقت أو غير ثابت. أما على مستوى العائلة، ممكن أنكم تنظّموا الأمور المتعلقة بمصاريف المنزل بطريقة أكثر عملية. وبكدا راح تبحث عن إحداث أي فرق صغير، وبتلاقي الكثير من الفرص عشان تقترب من الاستقرار المالي أكثر في كل مرّة.
5) أحط نفسك ببيئة إيجابية
تقول القاعدة أنّه كل ما تستخدمه يستخدمك كمان. إذا كنت تستخدم التلفزيون، هو في الوقت نفسه يستخدم فكرك ونظرك وتركيزك ووقتك. كدا كمان في العلاقات البشرية، فالناس اللي تتعامل معهم يملكوا قدرة التأثير عليك بطريقة ما . عشان كدا من الضروري أنك تختار وبعناية، ليس فقط الأصدقاء وأفراد العائلة وزملاء العمل اللي تقضي وقتك معهم، لكن كمان نشاطاتك على مواقع التواصل الاجتماعي من ناحية المقالات والفيديوهات وكافة المحتويات اللي تتعرض لها. أخيراً،ابتعد عن الأشخاص المتذمرين ولا تتابع الأخبار الاقتصادية بشكل مكثّف. وكدا راح تحافظ على التوازن بين تأمّلك للواقع المحيط وتخيّلك للطموحات اللي ممكن تحققها.