هناك بعض الأشخاص لا يهتمّون بوضع خُطط للتَّقاعد حتى يصلوا إلى مُنتصف العُمر (تقريباً في سن الـ40 أو بداية الـ 50) ومن ثم يبدأون التفكير في التَّخطيط. فمع تغيُّر الظروف الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة طرأت أهمّيَّة التفكير في كيفيّة الحصول على مصدر دخل يُؤمن تغطية تكاليف المعيشة ويُحقق الاستقلال المالي دون وجود ضُغوط ماليّة حال التَّقاعد وإنقطاع استلام الراتب الأساسي. فيما يلي بعض المُعتقدات الخاطئة المتعلقة بالتَّخطيط للتَّقاعد بين الشباب.
- الوقت مُبكّر للتَّخطيط التَّقاعُديّ
هناك من لا يُفكر في التَّخطيط للتَّقاعد خُصوصاً في بداية مشوارهم المهني، لكن هذا التصرّف يحجب عنك الاستفادة من مُميّزات البدء المُبكّر، حيث تزداد قيمة المُدَّخرات والاستثمارات الخاصّة بالتَّقاعد. فقد تجني عوائد من استثمار مُدّخراتك مُبكراً، ومن ثم إعادة استثمار هذه العوائد لتحصل على المزيد من العوائد وهكذا. بالتالي إذا استمريت على هذه الطريقة لفترة طويلة ستُضاعف من قيمة أموالك. هذا يفتح الباب أمام من يتعذر بعدم امتلاك المال الكافي لبدء الاستثمار.
العديد من المُستثمرين ليسوا على دراية بتأثير قوة التضاعف على استثماراتهم. إذا أراد المُستثمر أن يحصل على مبلغ معين بعد فترة، عليه أن يبدأ في أقرب وقت حتى ولو بمبلغ بسيط فمع مُرور الوقت سيتضاعف المبلغ ليصل إلى ما هو مطلوب.
البدء في وقت مُتأخّر، سيجعل خُطَّة التَّقاعد أكثر صُعوبة، لذلك كلما بدأت مبكراً كلما كان الأمر أفضل والحصول على أموال أكثر. - تجاهل تأثير مُعدّل التّضخُّم
قيمة المال تنخفض بمرور الوقت بسبب عامل التّضخُّم، فقد يتغيَّر مُعدَّل التَّضخُّم كل عام تبعاً لعوامل اقتصادية مُختلفة، ومهما كان مقدار التغيُّر، لا يُمكن تجاهل تأثيره على المُدَّخرات. حتى وإن قولنا أن مُعدّل التّضخّم ثابت على المدى الطويل أو المُتوسط، فإن تكاليف المعيشة ستضاعف بعد مُرور 20 أو 30 عامًا. فمثلاً، قيمة نفقات الشهرية في عمر الثلاثين أقل من قيمة نفقاتك في سن التّقاعد بالرغم من عدم تغيّر نمط الحياة.
نستنتج من ذلك أن التّضخُّم يُقلل من قيمة المُدّخرات، لذلك عندما تقوم بإعداد خُطَّة ماليَّة للتَّقاعد، ضع في الحُسبان تأثير التّضخُّم واتخاذ التدابير لمواجهة ذلك. - سوء فهم المخاطر المُتعلقة بالتَّخطيط التَّقاعدي
يعتقد بعض المُستثمرين أن التعامل مع الأدوات الاستثمارية الغير محفوفة بالمخاطر هي أفضل استراتيجيَّة للتَّخطيط التَّقاعدي. بناءً على ذلك، فإنهم يُفضّلون خيارات تقليدية آمنة مثل صناديق الادّخار والودائع الثابتة وخطَّط التّأمين على الحياة.
فالاستعانة بخيارات استثماريّة آمنة قد يؤدّي إلى المُخاطرة بخطَّتك للتَّقاعد، حيث أنها لا تستطيع مُواجهة تأثير التّضخّم مما تترك المُستثمر عاجزًا عن تلبية احتياجاته التّقاعدية. في الوقت نفسه يجب ألا تنحاز للمخاطر المُفرّطة، حتى لا تحصد غير الذي تتمنَّاه. لذلك يلزم اتباع نموذج مُتوازن للتّخطيط و النظر إلى العوائد المُحتملة وما مدى فعَّاليَّتها لتحقيق أهدافك الماليّة عند اتخاذ القرارات الاستثمارية.