كلنا نريد تحقيق النجاح المالي إلا أنّ التشتيت أصبح سمة هذا الجيل. ننسى أكثر من ذي قبل، نشعر أنّ أيامنا تمضي بسرعة، نكوّن الصداقات في وقت قصير، ونعطّل غيرها دون أن ندرك. ببساطة، مع كل هذا التشتيت، لن نصل إلى النجاح المالي. فتعالوا نعرض أكبر المعوقات في يومنا هذا مع بعض الأفكار لمساعدتكم على التخلص منها.
1) الإنترنت والجوال
حسب تقرير لوكالة “جلوبال ميديا انسايت” في يونيو 2022، يقضي السعوديون 8 ساعات و 5دقائق يومياً على الإنترنت، وحسب تقرير لشركة “استزادة”، يقضون 4 ساعات و25 دقيقة يومياً على إنترنت الجوال .ولأننا غالباً لا نمضي هذه الأوقات الطويلة في جلسة واحدة، تعطّل هذه المعدّلات قدرتنا على التركيز في عمل واحد كما تزيد من استهلاك طاقتنا على منصات التسوّق، والألعاب، ومشاهدة الفيديوهات التي تجعل دورنا سلبياً، أي أننا نتلقّى فقط بدون تحليل أو تفكير ناقد.
فكرة: ادخلوا إلى إعدادات هواتفكم وتفقّدوا عدد الساعات التي تقضونها يومياً على الشاشة، ثم ضعوا هدفاً بأن تخفّضوا هذه المدّة بنسبة 10% خلال الأسبوع القادم.
2) غياب المبادئ والضوابط
لضمان الوصول إلى أهدافكم المالية، من المهم اتخاذ بعض المواقف الحاسمة، مثل عدم تخطّي مبلغ ما بالإنفاق، أو ادخار مبلغ ما شهرياً، أو الابتعاد عن المحلّات التي لا تناسب ميزانيتكم. بغياب قواعد مماثلة، سيصعب عليكم اتخاذ القرارات الصحيحة وتكونوا أكثر تأثّراً بالآخرين الذين تختلف أوضاعهم وأفكارهم وأهدافهم المالية. فالضوابط لا تقتصر على ذلك فقط بل تشمل أيضاً مدى استعدادكم للدين وفي أي ظروف، وحرصكم على سداد أقساط البطاقة الائتمانية في موعدها، وغيرها من التفاصيل التي تحدّد نجاحكم المالي لاحقاً.
فكرة: دوّنوا 5 ضوابط تلتزمون بها في حياتكم المالية، ثمّ حدّدوا 3 آخرين تتمنّون أن تباشروا الالتزام بها.
3) الإعلام والإعلان والرفاهية المستفزة
حسب شركة «كيرني» العالمية، القطاع الإعلامي السعودي هو الأكبر في المنطقة، وقد سجّل نمواً بنسبة 26٪ خلال السنوات الخمسة الأخيرة. فالإعلام نافذة واسعة على الحياة وعجائبها ومغرياتها، تماماً كالواجهة الرقمية له والتي يزداد عدد مرتاديها باستمرار. هنا نتحدّث عن وسائل التواصل الاجتماعي التي يسهل الإعلان من خلالها، لا سيما مع نمو سوق المؤثرين على هذه المواقع عالمياً. لذلك، أطلقت هيئة الإعلام السعودية منصة موثوق لمنح تراخيص تقديم الإعلانات على السوشيل ميديا، لكن تبقى هذه المجالات حافزاً للإنفاق يتعارض مع الادخار والنجاح المالي.
فكرة: حدّوا من مشاهدتكم للتلفاز، أوقفوا إشعارات تطبيقات التسوّق على جوّالكم، وعندما ترون الإعلانات، تذكّروا أنّ معظمها رفاهية مؤقتة وخسارة في ميزانيتكم.
4) زحمة الأهداف
تنتشر وتشتهر ثقافة تعدّد المهام، أي أن تنجزوا أكثر من عمل في الوقت نفسه أو أن توزّعوا تركيزكم على عدّة أشياء. لكن بعيداً عن وهم إنهاء الكثير وبسرعة، لهذه الثقافة أضرار عديدة على نجاحكم المالي. فأنتم تفترضون أنكم أبطال خارقون قادرون على إنجاز الكثير، وهذا بذاته مصدر للضغط والقلق. ليس ذلك فقط، بل عندما تزدحم أهدافكم في الحياة، لن تستخدموا الوقت بشكل رشيد، وستحبطون قدرتكم على ابتكار الحلول للمشاكل التي تواجهكم، والأهم ستسبّبون لنفسكم شعوراً بعدم الكفاءة واليأس أحياناً.
فكرة: ضعوا قائمة بكل أهدافكم لكي تريحوا تفكيركم منها، ثم رتّبوها في أولويات حسب الأهم بالنسبة إليكم والأكثر واقعية والأسرع في الوصول إليها.
“النجاح المالي” مفهوم فضفاض يشمل الكثير من المعايير والدرجات. فلا تضغطوا نفسكم في الصعود سريعاً على السلّم، بل استمتعوا بكل خطوة وخذوا الوقت الذي يناسبكم لتحقيقها.