هل اشتريت “الهدوء” في يوم من الأيام؟ قد تتعجّب من السؤال في اللحظات الأولى، لكنك ستتذكّر سريعاً كم تشتاق إلى الهدوء في كثير من الأحيان. فإذا كان الهدوء سلعة تباع، لاشتريتها بكميات كبيرة ربما مع بعض السلام والسعادة والطمأنينة.
والآن بالعودة إلى حياة الواقع، إن كنت لا تشتري الهدوء فعلياً وكمياً، فالعلامات التجارية تبيعك إياه وتسوّقه لترويج منتجاتها وخدماتها. بعض الأمثلة تشمل مصنّعي سماعات الأذن العازلة للإزعاج، السيارات التي لا تسمع صوت محرّكاتها أثناء القيادة، صالات الـ VIPالتي تستخدم الأضواء الخافتة والألوان الهادئة مع موسيقى ناعمة، والأبرز المنتجعات السياحية النائية أو المنتجعات الصحية SPA التي تدعوك إلى الهدوء والاسترخاء في معظم إعلاناتها.
فإذا كنت من الذين يشترون الهدوء، تعالَ نستعرض لك فيما يلي 5 نصائح تزيد بها ثروتك المادية والمعنوية من خلال الهدوء.
1) حدّد المواقف التي توتّرك وافهم ردّة فعلك تجاهها
أثبتت إحدى الدراسات في جامعتي روتجرز وميامي أنّ الفرد يميل أكثر إلى الإنفاق واستخدام المزيد من موارده للسيطرة على المواقف التي تشعره بالتوتر. مثلاً، توتّرك بشأن دعوة في منزلك قد يدفعك للمبالغة في الأطعمة والإكسسوارات التي تشتريها، علماً أنّ التوتر يؤثر أيضاً على قدرتك في التفكير بحلول بديلة قد تكون أقل كلفة. هذا ما يدعونه التوتر الإيجابي حيث تنتظر حدث ما بسعادة. أمّا في حالة التوتر السلبي، مثلاً عند قلق أحدهم بشأن خسارة وظيفته، فستجد الفرد لا يشتري سوى الأساسيات ليدّخر كل ريال يستطيع إليه سبيلاً.
2) اختر بحكمة متى تتكلّم عن المال
من الجيد أن تتناول المواضيع المالية عندما تطلب علاوة على راتبك، أو تناقش تكاليف معينة مع أصدقائك للأخذ بنصيحتهم، أو حين تعلّم أولادك الإدارة المالية، أو تتحدّث مع زوجتك عن تكاليف المنزل، إلخ. لكن احرص ألا تأخذ انشغالاتك المالية إلى وقت استراحتك أو أن تجعلها محور أحاديثك معظم الوقت، لأنّ هذه الوتيرة من الكلام عن المال ستزيد ضغوطاتك دون جدوى فعالة ودون أن يأخذ فكرك استراحة من هذه المسائل كي يخطط لها لاحقاً بصفاء ذهني. فحين تحتاج إلى نصائح معتمدة في الإدارة المالية، لا تتردّد بالاستعانة بالموارد الإلكترونية والخبراء الماليين.
3) زد فرصك في العلم والعمل والعلاقات الاجتماعية
ينعكس الهدوء على ملامح وجهك، نبرة صوتك، وحركة جسدك، ما يطلق عليه علماء النفس “لغة الجسد”. فحين تكون هادئاً، يفرح فريق العمل بوجودك، تزيد فرصك في الحصول على ترقية في المنصب أو الراتب، يرتفع احتمال نجاحك في مقابلات العمل، وغيرها من المواقف التي تجعل ظروفك المحيطة داعمة لك. من جهة أخرى، يبعث الهدوء التوازن والحكمة في تفكيرك، فتكسب باقة مجانية من القرارات السليمة سواء في حياتك الخاصة أو المهنية. وأجمل ما في الهدوء أنه يلفت انتباهك إلى تفاصيل بسيطة إنما عميقة وحقيقية جداً توعّي في داخلك فكراً وقلباً رياديين.
4) اجعل الهدوء جزءاً من حياتك
لو فكّرت بالهدوء كجزء مستقل عن باقي أجزاء حياتك، قد تجد السلوك في الهدوء صعباً. يشبه هذا شخصاً يريد ممارسة الرياضة، فيرتّب لها دواماً بعد العمل ثم يلتزم اليوم ويتعب غداً وينشغل عنها في اليوم الذي بعده. لذلك، اجعل الهدوء جزءاً مدمجاً في حياتك اليومية، مثل أن تخصّص كوب القهوة للأفكار الجميلة، أو تحاول الإصغاء أكثر مما تتكلّم، أو تحد من سرعة كلامك بحيث تتنفس أكثر بين الكلمات، فتعكس أجواءً إيجابية على نفسك ووسط محيطك. أخيراً، لا تهمل التفاصيل المرتبطة بنمط حياتك الصحي، كالنوم والطعام السليم وقليل من الحركة.
5) حافظ على هدوئك بعد كورونا
مع انتشار اللقاحات والسيطرة النسبية على الوباء، عادت الشركات والمدارس لتفتح أبوابها وبدأ استعداد البعض للعودة إلى نمط حياتهم قبل كورونا. لكن لا تنسَ كيف ساهم الحجر المنزلي في زيادة هدوئك والتخفيف من سرعة الحياة المرهقة جسدياً ونفسياً. تمسّك بالعادات التي كانت تريحك ولو كان الأمر على حساب خسارة بعض الأموال، فالصحة الجسدية والنفسية ثروة ثمينة أيضاً. يمكنك مثلاً تقليل ساعات العمل أو العمل عن بعد بشكل جزئي أو قضاء وقت أطول مع عائلتك في عطلة نهاية الأسبوع، أياً كان الذي يشعرك بالاستقرار الداخلي. فلا تنتظر الوقت المناسب وهو قد حان!