في الأسلوب الشائع للسعي نحو إدارة المال، نجد معظم الناس يشعرون بدرجات متفاوتة من التوتر والقلق والخوف. فالعالم يمرّ بمرحلة من الضغوطات والمتغيّرات التي لا بد أن تؤثّر بنسبة معينة على الحياة الشخصية لكل فرد منّا.
كيف تتصدّى لهذه المرحلة؟ وكيف تحمي رصيدك المالي من الإنفاق المفرط أو العكس، الاندفاع المرهق نحو الادخار؟ أنت تحتاج إلى التوازن بين الاثنين، وهو تماماً ما تحمله الكلمة السحرية “شكراً” بمفعولها على أفكارنا وأفعالنا.
تعالَ نعرض لك 3 طرق تزيد بها ثروتك من خلال الشكر.
1) اكتشاف مفهومك للثروة
تفيد نظرية “تأثير الثروة” في علم الاقتصاد أنّ الفرد يميل إلى إنفاق المزيد عندما تزيد قيمة الأصول التي يملكها، كالمنزل أو السيارة. والسبب هو شعوره التلقائي بمزيد من الغنى، حتى لو لم يتغير مدخوله أو معدّل إنفاقه. من هنا، نستنتج أهمية مفهومنا للثروة في تصوّر المشهد المالي لحياتنا. فما هو مفهوم الثروة بالنسبة لك؟ بالشكر تكتشف الأمر.
عندما تتأمل بالنعم في حياتك وتشكر عليها، تعرض أمامك مقوّمات الثروة بمفهومك الخاص. وغالباً ستجد أنّ معظمها لا يقاس بالأرقام أو يُقدّر بثمن. مثلاً، الصحة الجيدة هي ثروة وإلا كنت ستدفع الكثير من مصاريف الدواء والعلاجات الطبية. عائلتك وأصدقاؤك هم ثروة لأنهم يقدّمون لك السعادة التي قد تحاول البحث عنها في التسوق أو شراء ما تظنّ أنك بحاجة إليه. شهادتك الجامعية هي ثروة وإلا ما كنت بالغالب مؤهلاً للحصول على رواتب تناسب أسلوب عيشك، إلخ.
تطبيق عملي: اكتب 5 معايير تقيس من خلالها ثروتك بعيداً عن الأرقام.
2) تحسين قراراتك المالية
إذا انتقلنا إلى علماء النفس، نجد بعضهم يلقّب فعل الشكر بـ “المضاد الطبيعي للاكتئاب”. والسبب في ذلك هو أنّ المشاعر التي ترافق الشكر تحفّز الذهن على إفراز هورمونات السعادة، مثل الدوبامين والسيروتونين. فإذا نجحت بتعديل مزاجك من خلال الشكر، هذا يعني أنك ستشعر بضغوطات أقل وستحصل على نوعية أفضل من النوم، وبالتالي ستكون قراراتك المالية واعية ومدروسة ومضبوطة أكثر.
تعالَ نحلّل فعل الشكر أكثر. كي تشكر على الأشياء، أنت بحاجة لتفكّر بها أولاً. فإذا كانت أولى الأشياء سهلة التعداد، لا بد أن تستغرق وقتاً أطول كلما أردت التفكير بمزيد من الأسباب. فمن خلال التركيز على الشكر بهذا النمط وبشكل منتظم، أنت تدرّب ذهنك على إفراز هورمونات السعادة بطريقة أكثر تلقائية، كما تجعل من نفسك باحثاً محترفاً عن النصف الممتلئ من الكوب. هذا ولم نذكر بعد حالات الهدوء والتروّي التي ستشعر بها، فتنعكس بالإيجاب الحتمي على نوعية قراراتك، لا سيما المالية منها.
تطبيق عملي: جهّز قائمة على الأقل بـ 10 أشياء/أشخاص/أحداث تشكر وجودها في حياتك.
3) تخطّي الأزمات المالية
إذا كنت محاطاً بأشخاص يحبّونك ويحترمونك، يعجبون بشخصك ويقدّمون لك الدعم الذي تحتاجه، ألن تشعر بقوة مضاعفة في مواجهة الأزمات المالية؟ من خلال الشكر أنت تجذب الناس إلى الإيجابية في شخصيتك، وهذا سيجعلهم تلقائياً يودّون الانضمام إلى دائرتك كما سيحاولون تشجيعك عندما يرون الإيجابية التي أحبّوها فيك عرضةً للتلاشي بوجه أي مشاكل تواجهك. وتتوطّد دائرة الدعم هذه عندما يتحوّل الشكر إلى عطاء متبادل فيما بينكم، سواء مادياً أو معنوياً. فالتفكير بالنعم والشكر عليها أشبه بأن تقول لنفسك “أنا فعلاً لديّ ما يكفي، بل لديّ الكثير. أريد أن أعطي منه”.
قد تقدّم العطاء أولاً لأفراد عائلتك، لو كنت ستعطيهم مجرّد تشجيع أو جزء من وقتك. ثم ستجد نفسك تدريجياً تخرج من إطار دائرتك الاجتماعية لتعطي مزيداً من الناس. فالشكر قادر أن يصنع في هذا الإطار مرونة أكبر في سلوكك وطريقة تفكيرك، ما ينعكس على مرونتك في مواجهة الأزمات المالية وعلى إبداعك في إيجاد الحلول لتخطيها.
تطبيق عملي: تحدّى نفسك مدة أسبوع أن تقوم يومياً بعمل عطاء مهما كانت أشكاله.
شكراً لك على قراءة هذا المقال. شكراً لك على اختيار لو تطبيق عملي واحد كي تبدأ استقبال بركات الشكر. شكراً لك سلفاً إذا كنت ستشارك هذا المقال مع أصدقائك. في جميع الأحوال، شكراً!