فيما يلي، نعرض لك بعض محاولات الاحتيال التي قد تتعرض لها عبر الإنترنت بغرض هدر أموالك أو سرقتها. فإذا صادفتك إحدى هذه المحاولات في المستقبل، ولم تقع في الفخ بسبب الوعي الذي ستكسبه الآن من هذا المقال، سيعادل قراءتك للمقال عندها على الأقل 20 ريالاً أو أي مبلغ كان من المخطط سرقته منك. أليس كذلك؟
فما رأيك بعنوان المقال؟ ربما لم يناسب توقعاتك لكنه ليس تماماً غير صحيح، والأهم أنه جعلك تضغط على المقال وتقرأه. لأهداف التوعية، لم تقع في أي خسارة بسبب ما أشار إليه هذا العنوان غير الواقعي، لكن البعض يستخدمون هذه العناوين وغيرها من الأساليب كي تهدر أموالك.
تعرّف فيما يلي إلى 4 نصائح مهمة تحمي بها أموالك التي تعبت في ادخارها.
1) احذر الضغط على العناوين التي لا تبدو واقعية
وهي أيضاً تسمّى بالـ clickbaits، أي العناوين التي تصاغ بطريقة مدروسة ومغرية فقط كي تضغط عليها وتعمل بمضمونها، لتكتشف بعد ذلك أنك قمت بهدر أموالك دون سابق إنذار. بعض الأمثلة تشمل عناوين على الشكل التالي “هذه الدورة سوف تعود عليك بملايين الريالات. سجّل الآن”، أو “هل تريد أن تكسب 10,000 ريال يومياً من المنزل؟”
تجاهل هذه العناوين المزيفة على الفور ولا تضغط عليها، لا سيما أنّ الكثيرين على الإنترنت يشاركون الأحداث التي صادفتهم عند الضغط على عناوين مماثلة. مثلاً، في إحدى المرّات، ضغط أحدهم على رابط لكسب 75 ألف ريال شهرياً مقابل العمل 4 ساعات يومياً فقط ومن المنزل. فماذا كانت النتيجة؟ حصل على عرض لشراء كتاب بـ 55 ريال يكشف له سرّ النجاح. فعندما أنفق هذا الشخص أمواله على الكتاب، وجد في داخله بعض السطور، مضمونها القيام بالعملية نفسها، أي ترويج كتاب بقيمة 55 ريال للحصول على المزيد من المال تدريجياً.
2) لا تصدّق بوجود “المال السريع”
تحصل على المال في حالة واحدة فقط، وهي عندما تعمل للحصول على هذا المال حسب خطة مدروسة. لكن الإعلانات الجذابة التي تعدك بكثير من الأموال خلال فترة قصيرة جداً، ما هي سوى وعود كاذبة، كما رأينا للتو.
تعالَ نستعرض سريعاً أبرز الطرق للحصول على المال: الادخار، بعض المهن مثل الطب، تولّي مناصب عليا، إنشاء شركة خاصة، إلخ. فهل الحصول على أي من هذه الموارد المالية الكبيرة أمر سريع؟ حتى لو أردت أن تقوم بشيء في منتهى البساطة مثل التوقف عن شراء القهوة الجاهزة وتحضيرها في المنزل، ستحتاج إلى التخلّي عن كم كوب طوال كم أسبوع لتجمع مبلغاً متوسّط القيمة؟
ليس في هذا أي محاولة لإقناعك أنّ جني الكثير من المال أمر مستحيل، لكنه يحتاج التزامك بسلوك معيّن قائم على الإدارة المالية السليمة قبل أن تجمع أي مال، الذي ليس بأي شكل “مالاً سريعاً”. فلا تقع ضحية للاستثمارات السهلة أو التي تتطلب قليلاً من الجهد مقابل مردود كبير. هي مجرّد خدع!
3) فكّر مليّاً قبل الاستثمار في البورصة (التداول)
قد يجني البعض أرباحاً كبيرة بقليل من المتابعة على منصّة التداول. لكن ماذا قبل ذلك؟ الكثير من البحث، الخبرة، المراقبة لأوضاع السوق وآخر الأخبار، المثابرة، وغيرها من المهارات التي لا تأتي في يوم وليلة. لكن للأسف، يدفع البعض مبالغ طائلة على هذا النوع من الاستثمارات دون سابق تخطيط، ويصطدمون بعدها بخسارة فادحة عاقبتها إما الديون أو الإحباط المالي، فضلاً عن التوتر والقلق والأرق…
فتذكّر أمرين قبل الاستثمار في البورصة. أولاً، مقابل كل شخص يجني ثروة كبيرة، كثيرون ينتهي بهم المشروع بالإفلاس أو الفشل. ثانياً، قد تحاول بعض الشركات الوهمية تشجيعك على الاستثمار مقابل دعم الخبراء وبعض المحفّزات المالية، لكنك ستكتشف بعدها أنك تخسر أموالك ولا تقدر على استرجاع القليل المتبقّي من رصيدك لأنّ الشركة غير موجودة أصلاً.
4) اعتمد على المواقع الموثوقة فقط
مع تقنيات اليوم ووفرة المعلومات على الإنترنت، بات من السهل لأي شخص، بغض النظر عن مستواه العلمي، إنشاء موقع إلكتروني أو صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لإعطاء النصائح، الإرشاد النفسي، أو حتى بيع المنتجات والخدمات والدورات الباهظة الثمن التي قد تجد مضمونها مع قليل من البحث ربما المجاني عبر الإنترنت. بسبب قدرة ذلك على تضليلك بين المعلومات الصحيحة والخاطئة وبسبب تأثيره السلبي على قراراتك الشرائية، ابتعد عن المواقع العشوائية وتأكّد من زيارة المراجع الموثوقة لكافة المواضيع، مهما كانت بسيطة.
وفي كل ما أردت شراءه، لا تتردّد بالاستفسار حول أي تفاصيل لأنّ الشركات الموثوقة لن تمانع عرض كل شيء أمامك بتفصيل ووضوح، بعكس المخادعين الذين يفيد مصالحهم ألا تسأل كثيراً بل تدفع والسلام.
لمزيد من الضمانات حول أي قرار شرائي تقدم عليه، استخدم هذا الرابط للتأكد من صحة الموقع الإلكتروني قبل كل شيء.